منتديات مريس الاجتماعية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مريس الاجتماعية

منتديات مريس الاجتماعية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    تابع موضوع البرهان

    مهدي المريسي
    مهدي المريسي
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 58
    العمر : 32
    تاريخ التسجيل : 11/10/2008

    تابع موضوع البرهان Empty تابع موضوع البرهان

    مُساهمة من طرف مهدي المريسي الخميس ديسمبر 18, 2008 5:27 am

    ولقد وعد الله المؤمنين في الدنيا بوعود كثيرة، منها :

    1- النصر على أعدائهم، قال تعالى : ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم:47] .

    2- الدفاع عنهم، قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحج:38] .

    3- الولاية لهم، قال تعالى : ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة:257].

    4- الهداية لهم، قال تعالى : ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الحج:54] .

    5- التمكين لهم والاستخلاف في الأرض، قال تعالى : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ﴾ [النور:55] .

    6- الرزق الطيب، قال تعالى : ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف :96] .

    7- العزة، قال تعالى : ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ .

    8- الحياة الطيبة، قال تعالى : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل:97] .

    هذا بعض ما يفوز به المؤمنون في الدنيا، وهذا هو الذي تحقق لأسلافنا المؤمنين الصادقين .

    أما الدار الآخرة فحسبهم قول الله سبحانه : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا(3) * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا(4)﴾ [الكهف: 107، 108] . وقوله تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ * خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [لقمان:8، 9] .

    ومن يتأمل أحوال المسلمين اليوم يجد أن ما وعد الله المؤمنين به في الدنيا غير متحقق لهم، مما يشهد بأن إيمانهم ضعيف، أو أنهم فقدوا صفات كثيرة من الإيمان أو أكثرها، فغاب عنهم في حياتهم الدنيا ما وعد الله به المؤمنين من : النصر والولاية، والدفاع، والهداية، والاستخلاف، والتمكين ، والرزق الطيب، والعزة، والحياة الطيبة، ومن استمر على حاله هذا فسيخسر ما أعده الله للمؤمنين في الآخرة كما خسر في الدنيا، بل ربما خسر نفسه في نار جهنم .

    لذلك كان لا بد من تقوية الإيمان وتثبيته وتجديده وذلك بنشر علومه بين المسلمين، وإحياء الأعمال الإيمانية في مجتمعاتهم بتطبيق أحكام الدين، وكان على العلماء أن يبادروا للقيام بهذا الواجب، خاصة وهم يشاهدون هجوم المبادئ الإلحادية على المسلمين، ونشاط الحركات التنصيرية، كما يشاهدون انتشار الخرافات والأباطيل التي يحاول أهلها أن ينسبوها بالباطل إلى الدين .

    وهذا كتاب الإيمان نضعه بين يدي المسلمين من سلسلة تعليم الواجبات الدينية، ونسأل الله أن يجعله خالصاً لوجهه وأن ينفع به المسلمين .

    وإننا نطلب من كل غيور على دينه أن يبذل جهده لتعلمه وتعليمه لأهله وجيرانه، ولسائر المسلمين، والله الموفق .



    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،





    الإيمان وحقيقته



    لقد بين الله سبحانه لعباده حقيقة الإيمان الذي يقبل الله به الأعمال. ويتحقق به ما وعد الله به المؤمنين.

    الإيمان اعتقاد وعمل :

    قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات:15] ونرى من هذه الآية أن الإيمان المقبول الصادق هو الاعتقاد(5) الذي لا يخالطه ريب، وهو العمل المتمثل في الجهاد بالمال والنفس في سبيل الله .

    ذلك لأن اعتقاد القلب لا يكفي لقبول الإيمان، فلقد كان إبليس معتقداً بالله، فقد جاء على لسانه في القرآن الكريم أنه قال : ﴿رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [ص:79] ومع ذلك فقد وصفه الله بالكفر لتكبره عن عمل ما أمره الله به، قال تعالى : ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ﴾[البقرة:34] .



    فالإيمان الحق إذن هو الذي يشتمل على :

    1- العقيدة الثابتة التي لا يخالطها شك .

    2- العمل الذي يصّدق العقيدة وهو ثمرتها .

    ـ والعمل أنواع :

    - عمل القلب، مثل : الخوف من الله، والإنابة إليه، والتوكل عليه.

    - عمل اللسان، مثل نطق الشهادتين(6)، والتسبيح والاستغفار والدعوة إلى الله.

    - عمل الجوارح(7)، مثل : الصلاة والزكاة والصوم والجهاد في سبيل الله، وطلب العلم لله، والتجارة والزراعة والصناعة تحقيقاً لأمر الله في استخلاف الأرض طبقاً لتعاليم الإسلام .

    ـ الإيمان يزيد وينقص :

    وهناك أسباب ، تقوي الإيمان فيزيد ، قال تعالى : ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا﴾ [الأنفال:2](Cool وهناك أسباب من المعاصي تضعف الإيمان كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن...)(9) .

    وإذا أردنا الفوز بتحقيق الإيمان فعلينا أن نقيمه :

    1- تصديقاً ثابتاً في القلوب عن طريق العلم .

    2- وعملاً في القلوب : عن طريق التذكير والتفكر، وخاصة في آيات الله الكونية والقرآنية وفي الوعد والوعيد .

    3- وقولاً باللسان : بكثرة الذكر وقول الحق، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر، وتعلم العلم وتعليمه، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر .

    4- وعملاً بجوارحنا : بإقامة أركان الإسلام، والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس، وبمجاهدة النفس للامتثال لأمر الله، وبمجالسة الصالحين كما قال تعالى : ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا * وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف:28،29] .

    وهذا كله يحتاج أولاً إلى إصلاح القلوب وتنقيتها من الأمراض الصادة عن الهدى.

    مهدي المريسي
    مهدي المريسي
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 58
    العمر : 32
    تاريخ التسجيل : 11/10/2008

    تابع موضوع البرهان Empty تابع موضوع البرهان

    مُساهمة من طرف مهدي المريسي الخميس ديسمبر 18, 2008 5:28 am

    إصلاح القلوب



    ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء:88 ،89)(10).

    ـ القلب السليم قلب المؤمن:

    فكما أن الأرض الصالحة للزراعة تتصف بأوصاف فكذلك قلب المؤمن يتصف بأوصاف(11)، منها:

    1 ـ الإقبال على الحق :

    الذي ينتج عنه معرفة الحق واتباعه، قال تعالى : ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر:17، 18] أما القلوب الكافرة السقيمة فتراها معرضة عن الحق، فتبقى جاهلة لا تهتدي إليه، قال تعالى: ﴿وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾ [الأنعام:4].

    2 ـ حب الحق وانشراح الصدر للإسلام :

    وصاحب القلب السليم يحب الحق، وينشرح صدره(12) لتعلم الإسلام،

    فيستحق بذلك هداية الله(13). وأما صاحب القلب السقيم فتراه يكره الحق، ويضيق صدره(14) لسماع الإسلام، وبهذا يعرض نفسه لعقاب الله له بإضلاله(15)، قال تعالى : ﴿فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾(16) [الأنعام : 125] وذلك لأنهم يكرهون الحق، قال تعالى : ﴿بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ﴾ [المؤمنون: 70].

    3 ـ إجابة دعوة الإيمان، وحب الازدياد منه :

    وصاحب القلب السليم يستجيب لدعوة الإيمان، كما حكى الله عن أهل القلوب السليمة قولهم : ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ﴾ [آل عمران : 193] ويحب المؤمن دائماً أن يزداد من الإيمان، قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ﴾ [التوبة: 124، 125] . وأما أهل القلوب المريضة فتراهم يصدون عن سبيل الله، قال تعالى : ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ﴾ [إبراهيم:3].

    وترى أهل القلوب السليمة يتفكرون في أنفسهم، وفي خلق السماوات والأرض، وفي الهدى الذي جاءهم من خالقهم، يعرفهم الحكمة من حياتهم وموتهم ويصف لهم ماضيهم ومستقبلهم، والجنة التي أعدها الله لعباده المؤمنين، والعذاب الذي ينتظر الكافرين، ويتفكرون في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وأدلة صدقه ، وكيف يطبقون ما أمرهم به لتتحقق لهم سعادة الدنيا والآخرة، وليتقوا عذاب النار، قال تعالى : ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 191] ولكن الكافرين عطلوا أسماعهم وعقولهم عما خلقت له من التفكير، فلا يعترفون إلا يوم يندمون يوم القيامة، كما قال تعالى عنهم : ﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ* فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾[الملك:10 ،11].

    4 ـ التذكر :

    والإنسان ينسى، ولكن صاحب القلب السليم يتذكر فيبصر ولا يعمى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 201]، لذلك شرع الله التذكير، فقال سبحانه : ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات: 55]، وقال سبحانه : ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا﴾ [الأعلى: 9-13] أمّا أهل القلوب السقيمة فتراهم في غفلة لا يؤمنون، قال تعالى : ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [مريم:39] فإن ذكرت بعض الغافلين بالآخرة فربما يقول لك: أجئت لتعلمني الإسلام اليوم؟ وأنا مسلم خير منك(17) ؟!

    5 ـ اليقين :

    وترى صاحب القلب السليم الذي يتفكر ويتعلم ويتذكر قد وصل إلى اليقين كما بين ذلك ربنا في قوله سبحانه: ﴿إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [الجاثية: 3، 4] أما الغافل المعرض فتراه في ريب وشك، قال تعالى: ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ﴾ [الدخان:9] .. ولا يعرف اليقين(18) إلا كما قال تعالى : ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾ [السجدة:12] .

    6 ـ لين القلوب لذكر الله :

    وترى أهل القلوب السليمة تلين قلوبهم وجلودهم لذكر الله وآياته، أما الكافرون فترى قلوبهم قاسية، قال تعالى : ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الزمر: 22، 23] .

    فترى أهل هذه القلوب القاسية يتكبرون ويعاندون ويجحدون الآيات والدلائل، قال تعالى : ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ [النمل: 14]، وهؤلاء المتكبرون يعاقبون، قال تعالى : ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ [الأعراف: 146] . هذا في الدنيا وأما يوم القيامة فجزاؤهم كما قال تعالى : ﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ﴾ [الأحقاف: 20].
    مهدي المريسي
    مهدي المريسي
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 58
    العمر : 32
    تاريخ التسجيل : 11/10/2008

    تابع موضوع البرهان Empty تابع موضوع البرهان

    مُساهمة من طرف مهدي المريسي الخميس ديسمبر 18, 2008 5:31 am

    7 ـ اتباع القرآن والسنة :

    وترى صاحب القلب السليم قد التزم الطاعة لربه ولرسول ربه، وأخذ يسلك في هذه الدنيا في كل شأن من شؤونه طبقاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71].

    والتزم أمر الله القائل : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ [النساء:58]، والقائل : ﴿وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر: 7]، ذلك لأن طاعة الرسول طاعة لله، قال تعالى : ﴿مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾.

    وأما صاحب القلب المريض فتراه يتبع كل شيطان مريد، وتراه يتبع هواه ويعبد نفسه لغير الله، ويندم لكن يوم لا ينفع الندم، قال تعالى: ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا﴾ [الأحزاب:66].

    فإذا اتصفت قلوبنا بالصفات الطيبة السابقة فعندئذ نكون من أهل القلوب السليمة الصالحة التي تنبت فيها شجرة الإيمان، وتترعرع وتثمر الأعمال الصالحة ، وإذا كنا لا نجد في أنفسنا الأعمال الصالحة فإن ذلك يرجع إلى ضعف شجرة الإيمان التي نبتت في قلوبنا والتي لم تستكمل صفات الصلاح، وما لم نبادر بإصلاح ما في قلوبنا فلن يتغير شيء من حالنا، قال تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ [الرعد:11] .

    وقال عليه الصلاة والسلام : (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)(19). ولن تصلح القلوب إلا بنمو الإيمان فيها وتمكنه.



    الإيمان بالله

    ـ الإيمان بالله تعالى واجب على الإنسان :

    إذا تفكر الإنسان قليلاً سيجد أن الله الذي خلقه قد أعطاه أدوات يتعلم بها سائر العلوم الدينية والدنيوية ، وبغيرها لا يمكنه أن يكتسب شيئاً من علم، قال تعالى : ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ(20) لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل:78]. ومن أول شكره سبحانه(21) أن نستخدم أدوات العلم التي وهبنا إياها، في العلم به(22)، قال تعالى : ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [محمد: 19] وبغير أن يعلم الإنسان خالقه لا يمكنه أن يتبع هداه الذي يسعده في الدنيا والآخرة فيكون من الخاسرين، لذلك كان أول واجب على الإنسان أن يعرف الله تعالى .



    العلم طريق الإيمان

    وإذا أراد الإنسان إيماناً صحيحاً فعليه بالعلم(23)، قال تعالى:﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ [الرعد:19]، ذلك لأن إيمان المقلد لغيره سرعان ما يهتز عند أول امتحان وعند أول شبهة، قال تعالى : ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر:9] وقال : ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الحج:11].



    الأدلة العلمية على الإيمان بالله سبحانه

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:02 pm